vendredi 31 janvier 2014

بَابُ اسْتِحْبَابِ الْإِشْرَاعِ فِي السَّاقِ

بَابُ اسْتِحْبَابِ الْإِشْرَاعِ فِي السَّاقِ


362 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ، فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ، ثُمَّ يَدَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ "

363 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ فَلْيُطِلْ غُرَّتَهُ وَتَحْجِيلَهُ ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ



أولو الحكمة

أولو الحكمة

يمتلك الانسان قدرة تعليه فوق الكائنات الحسية التي تشاركه الحياة على الأرض، فيعلو بها عليها، ويمتلك بها إمكانات الاستخلاف في الأرض واستعمارها. وهي قدرة نفسية خالصة
ترجع إلى التمييز و الترجيح والاختيار، وثلاثتها حين يعيد البيان العربي رصفها يسمّيها الحكمة.

والحكمة حينئذ حاصل اجتماع التمييز الذي مردّه إلى الادراك الواضح والعلم الصحيح، والترجيح الذي مردّه إلى كفاءة التحليل والمنطق القويم، والاختيار الذي مردّه إلى الارادة
القوية والشجاعة العالية. ولا تكون الحكمة إلا باجتماع الثلاثة.

وإذا استزدنا التبيين لنفينا الحكمة عن الألى زعموا التمييز دون أن يملكوا العلم و الادراك، و لنفيناها عن الألى تغيب عنهم كفاءة التحليل فينزلون الحكم الواحد على المختلف، ولنفيناها عن الألى تخونهم الارادة وتنقصهم الشجاعة.

وفي بيان العربية متّسع لاستعادة المفاهيم  التأصيلية التي تؤسّس الواضح وتقرّب البعيد،  حلقة تكون في فم الفرس. وحكمة الإنسان: : ومن ذلك أنّ الحكمة في لسان العرب هي
مقدم وجهه.
ورفع الله حكمته أي رأسه وشأنه. وفي حديث عمر: إن العبد إذا تواضع رفع الله حكمته أي قدره ومنزلته. يقال: له عندنا حكمة أي قدر، وفلان عالي الحكمة، وقيل الحكمة من الإنسان أسفل وجهه، مستعار من موضع حكمة اللجام، ورفعها كناية عن
الإعزاز؛ لأن من صفة الذليل تنكيس رأسه  فكان معنى اللجام هو المنع من الزيغ والانحراف، وكان معنى مقدم الوجه هو علوّ القدر والمنزلة وكان معنى أسفل الوجه هو الاعزاز والتعظيم. 
وجريا على عادة العربية في توليد دلالة الألفاظ فإنّ الحكمة عند العرب تؤول إلى مخالفة الأراذل والامتناع عن الفساد.
ومن يقرأ القرآن يجدها كلمة مفصلية تأتي في سياقات أربعة

الأول هو سياق الكتاب والثاني هو سياق النبوة والثالث هو سياق الملك والرابع هو سياق الدعوة.
أما سياق الكتاب فمثل قوله تعالى }هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ . آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ الحكمة وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ{ الجمعة 2
وأما سياق النبوة فمثل قوله تعالى: }وَإِذْ أَخَذَ ا مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ اَملَ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثمَُّ جَاءكَُمْ رسَُولٌ مُّصَدِّقٌ لما مَعَكُمْ لتَؤُْمِنُن بهِِ ولَتَنَصُرنُهَُّ قَالَ أأَقَْررَتُْم وأَخََذْتُم عَلىَ ذلَكُِمْ إصِْريِ . قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ{آل عمران 81
وأما سياق الملك فمثل قوله تعالى: }وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ ا الحكمة وَفَصْلَ الخطاب{ . النساء 54، وأما سياق الدعوة فمثل قوله تعالى: }ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحكمة وَاالموعظة الحسنة
وجََادلِهُْم باِلتَّيِ هِيَ أحَْسَنُ إنَِّ ربَكََّ هُوَ أعَْلمَُبمن ضَلَّ عَنسَبيِلهِِ وهَُوَ أعَْلمَُ باِ لمهتدينَ{ النحل
125
وفي مثل ذلك التنوع الاستعمالي دليل على أنّ الحكمة صفة لازمة للأنبياء عليهم السلام، وهي لم تتخلّف عن أيّ نبيّ منهم، ولو جاز حمل سير الأنبياء على كلمة جامعة لقيل إنّها الحكمة، وقد تجلّت في تمييزهم منذ صباهم فعرفوا أنّ التوحيد واجب عقلي، وفي ترجيحهم حين صحبوا أقوامهم فاتخذوا منهم الحواريين والأصحاب، وفي شجاعتهم حين لم يكتموا الشهادة ونصروا المستضعفين.ووجب أن تكون صفة لازمة لكلّ من ابتغى الاقتداء بالأنبياء وأراد أن يحمل بعدهم رسالة الدعوة والاهتداء. لكن وا أسفاه على كثيرين أساؤوا وهم يحسبون أنهم يحسنون.
بقلم: د. عبد الحفيظ بورديم

jeudi 30 janvier 2014

أهمية السجود وإعجازه

أهمية السجود وإعجازه

من الأشياء التي لفتت انتباهي أيها الأحبة هذا التصوير الإلهي الرائع الذي يصف لنا حال أولئك الخاشعين المؤمنين الذين تأثروا بكلام الحق تبارك وتعالى فلم يجدوا إلا أن يخروا ساجدين أمام عظمة كتاب الله وعظمة معانيه ودلالاته، ولكن للأسف على الرغم من المعجزات الكثيرة التي نراها اليوم لا نكاد نتأثر أو نتفاعل مع هذا الكلام العظيم.

انظروا معي:}وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا*وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلا *قلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ للأذقان سُجَّدًا*وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لمفعولا *و يخرون للأذقان يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا{]الإسراء: .]105-109

سؤال أطرحه على نفسي: لماذا لا نتفاعل مع كلام الله تعالى ولا نسجد من تلقاء أنفسنا عندما نسمع آية أو عندما ندرك ما تحويه من إعجاز مبهر؟ إن الجواب ببساطة هو أننا لم ندرك أبعاد ومعنى هذا الكلام العظيم.

لماذا نسجد لله؟!
1- إن العبد يكون أقرب ما يمكن من الله في حالة السجود.
2- إن كل شيء يسجد لله في هذا الكون: الشمس والقمر والنجوم والشجر وحتى كل خلية من خلايا جسد وكل ذرة من ذرات هذا الكون }أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرض وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالأبحار وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ ا فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ{]الحج:
.]18
3- إن كل سجدة تسجدها لله يرفعك بها درجة، وكل درجة تساوي ما بين السماء والأرض!!
4- السجود هو رياضة لتفريغ الشحنات الزائدة ولتنشيط الدورة الدموية ولزيادة التركيز وتدريب الإنسان على الصبر والهدوء )لاحظوا معي أن الإنسان الانفعالي سريع الغضب لا يستطيع أن يطيل سجوده!(.

5- انظروا معي إلى حال هؤلاء الذين مدحهم الله في كتابه بقوله }وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا{]الفرقان: 64 [. فما هو جزاؤهم؟ انظروا معي:}أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ
فِيهَا تحية وَسَلاما {]الفرقان: 75 [. وانظروا معي كيف قرن الله بين السجود في الليل وبين الصبر، وهذا دليل على أن كثرة السجود تعالج الانفعالات وتزيد الإنسان صبراً!

عجيبة رقمية في السجود! في القرآن الكريم هناك سورة اسمها )السجدة( والشيء الذي لفت انتباهي أيها الأحبة أن رقم هذه السورة في القرآن هو 32 ، وعندما بحثتُ عن السجود في القرآن وجدته يتكرر في 32 سورة بالضبط!.

وقد وردت فيها آية السجدة يقول تعالى}إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ يَسْتَكْبِرُونَ{ ]السجدة: 15 [. تأملوا معي هذه التوافقات العجيبة:

- رقم هذه الآية كما نرى هو 15 وعدد السجدات في القرآن هو 15 أيضاً!!
- ولكن عدد كلمات هذه الآية هو 17 وعدد الركعات المفروضة كل يوم هو 17 ركعة!
- لاحظوا معي الكلمة التي تشير إلى السجود في هذه الآية وهي كلمة: )سُجَّدًا( جاء قبلها 8 كلمات، وبعدها 8 كلمات وهي في الوسط!
الدكتور عبد الدائم الكحيل

إعجاز