كتاب الصلاة
باب في وجوب
الصلوات الخمس
https://twitter.com/hadithecharif
http://almobine.blogspot.com/
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد
الشهادتين , وقد وضعت على أكمل وجوه العبادة وأحسنها , وقد تضمنت هذه الصلاة كثيرا
من أنواع العبادة , أن ذكر الله , وتلاوة لكتابه , وقيام بين يدي الله , وركوع ,
وسجود , ودعاء , وتسبيح , وتكبير , وهي رأس العبادات البدنية , ولم تخل منها شريعة
رسول من رسل الله .
وقد فرضها الله على نبيه محمد صلى
الله عليه وسلم خاتم الرسل ليلة المعراج في السماء ; بخلاف سائر الشرائع ; فدل ذلك
على عظمتها وتأكد وجوبها ومكانتها عند الله .
وقد جاء في فضلها ووجوبها على
الأعيان أحاديث كثيرة , وفرضيتها معلومة من دين الإسلام بالضرورة , فمن جحدها ;
فقد ارتد عن دين الإسلام , يستتاب , فإن تاب , وإلا ; قتل بإجماع المسلمين .
والصلاة في اللغة : الدعاء , قال
الله تعالى :
وَصَلِّ عَلَيْهِمْ
أي : ادع لهم .و معناها
في الشرع أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم, سميت بذلك
لاشتمالها على الدعاء ; فالمصلي لا ينفك عن دعاء عبادة أو ثناء أو طلب ; فلذلك
سميت صلاة , وقد فرضت ليلة الإسراء قبل الهجرة خمس صلوات في اليوم والليلة بدخول
أوقاتها على كل مسلم مكلف . قال تعالى :
إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا
أي : مفروضا في الأوقات
التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وبفعله . وقال تعالى :
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ
وقال تعالى :
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ
في مواضع كثيرة من كتابه
الكريم . وقال تعالى :
قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ
وقال سبحانه :
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ
الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ
فمن أتى عليه وقتها وهو
بالغ عاقل ; وجبت عليه ; إلا حائضا ونفساء ; فلا تجب عليهما , ولا يقضيانها إذا
طهرتا إجماعا , ومن كان زائل العقل بنوم أو إغماء ونحوه , وجب عليه القضاء حين
يصحو . قال تعالى :
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي
وقال صلى الله عليه وسلم
:
ومن نام عن صلاة أو نسيها , فليصلها إذا ذكرها
رواه مسلم .
















ويلزم ولي الصغير أن يأمره
بالصلاة إذا بلغ كسبع سنين وإن كانت لا تجب عليه , ولكن ; ليهتم بها ,
ويتمرن عليها , وليكتب له ولوليه الأجر إذا صلى ; لعموم قوله تعالى :
مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا
وقوله صلى الله عليه
وسلم لما رفعت إليه امرأة صبيا , فقالت : ألهذا حج ; قال :
نعم , ولك أجر
فيعلمه وليه الصلاة
والطهارة لها .




ويجب على الولي أن يضرب الصغير إذا
تهاون بالصلاة وقد بلغ عشر سنين , لقوله صلى الله عليه وسلم :
مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين , واضربوهم عليها
لعشر , وفرقوا بينهم في المضاجع
رواه أحمد وأبو داود
والترمذي وغيرهم .


ولا يجوز تأخير
الصلاة عن وقتها قال الله تعالى :
إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا
أي : مفروضة في أوقات
معينة , لا يجوز تأخيرها عنها ; إلا لمن يريد جمعها مع ما بعدها جمع تأخير , إذا
كانت مما يجمع , وكان ممن يباح لهم الجمع , وأما تأخير صلاة الليل إلى النهار أو
صلاة النهار إلى الليل أو الفجر إلى ما بعد طلوع الشمس , فلا يجوز بحال من الأحوال
; لا لجنابة , ولا نجاسة , ولا غير ذلك , بل يصليها في وقتها على حسب حاله .


وبعض الجهال قد يكون في حالة علاج
في المستشفى على سرير لا يستطيع النزول منه , أو لا يستطيع تغيير ثيابه التي عليها
نجاسة , أو ليس عنده تراب يتيمم به , أو لا يجد من يناوله إياه , فيؤخر الصلاة عن
وقتها , ويقول : أصليها فيما بعد إذا زال العذر , وهذا خطأ عظيم , وتضييع للصلاة ,
أوقعه فيه الجهل وعدم السؤال ; فالواجب على مثل هذا أن يصلي على حسب حاله في الوقت
, وتجزئه صلاته في هذه الحالة , ولو صلى بدون تيمم أو بثياب نجسة , قال الله تعالى
:
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ
حتى ولو صلى إلى غير
القبلة إذا كان لا يستطيع استقبال القبلة ; فصلاته صحيحة .


ومن ترك
الصلاة تهاونا أو كسلا من غير جحد لوجوبها كفر على
الصحيح من قولي العلماء , بل هو الصواب الذي تدل عليه الأدلة كحديث :
بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة
رواه مسلم , وغيره من
الأدلة .


وينبغي الإشاعة عن تاركها بتركها
ليفتضح حتى يصلي , ولا ينبغي السلام عليه , ولا إجابة دعوته , حتى يتوب ويقيم
الصلاة ; لأن الصلاة عمود الدين , وهي الفارقة بين المسلم والكافر ; فمهما عمل
العبد من الأعمال ; فإنه لا ينفعه ما دام مضيعا للصلاة . نسأل الله العافية .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire