باب في صلاة
الوتر وأحكامها
https://twitter.com/hadithecharif
http://almobine.blogspot.com/
ولنبدأ الآن بالحديث عن صلاة الوتر
لأهميته , فقد قيل :
إنه آكد التطوع , وذهب بعض العلماء إلى وجوبه , وما اختلف وجوبه ; فهو آكد من غيره
مما لم يختلف في عدم وجوبه .
اتفق المسلمون على مشروعية الوتر , فلا ينبغي تركه , ومن أصر على تركه ; فإنه ترد
شهادته : قال الإمام أحمد : " من ترك الوتر عمدا ; فهو رجل سوء , لا ينبغي أن
تقبل شهادته " , وروى أحمد وأبو داود مرفوعا :
من
لم يوتر , فليس منا 


والوتر : اسم للركعة المنفصلة عما قبلها , ولثلاث الركعات وللخمس والسبع والتسع
والإحدى عشرة ( إذا كانت هذه الركعات متصلة بسلام واحد ) , فإذا كانت هذه الركعات
بسلامين فأكثر , فالوتر اسم للركعة المنفصلة وحدها .
ووقت الوتر يبدأ من بعد صلاة العشاء الآخرة ويستمر إلى طلوع الفجر , ففي "
الصحيحين " عن
عائشة
رضي الله عنها ; قالت : من كل الليل أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم ; من أوله
, وأوسطه , وآخره , وانتهى وتره إلى السحر


وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على أن جميع الليل وقت للوتر , إلا ما قبل صلاة العشاء
, فمن كان يثق من قيامه في آخر الليل , فتأخير الوتر إلى آخر الليل أفضل , ومن كان
لا يثق من قيامه في آخر الليل ; فإنه يوتر قبل أن ينام , بهذا أوصى النبي صلى الله
عليه وسلم ; فقد روى مسلم من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم :
أيكم
خاف ألا يقوم من آخر الليل ; فليوتر ثم ليرقد , ومن وثق بقيامه من آخر الليل ;
فليوتر من آخره ; فإن قراءة آخر الليل مشهودة , وذلك أفضل



وأقل الوتر ركعة واحدة ; لورود الأحاديث بذلك , وثبوته عن عشرة من الصحابة رضي
الله عنهم , لكن الأفضل والأحسن أن تكون مسبوقة بالشفع .
وأكثر الوتر إحدى عشرة ركعة , أو ثلاث عشرة ركعة , يصليها ركعتين ركعتين , ثم يصلي
ركعة واحدة يوتر بها , لقول عائشة رضي الله عنها :
كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة , يوتر منها بواحدة
رواه مسلم , وفي لفظ :
يسلم
بين كل ركعتين ويوتر بواحدة
وله أن يسردها , ثم يجلس بعد العاشرة , ويتشهد
ولا يسلم , ثم يقوم ويأتي بالحادية عشرة , ويتشهد ويسلم . وله أن يسردها , ولا
يجلس إلا بعد الحادية عشرة , ويتشهد ويسلم . والصفة الأولى أفضل .




وله أن يوتر بتسع ركعات , يسرد ثمانيا , ثم يجلس عقب الركعة الثامنة , ويتشهد
التشهد الأول ولا يسلم , ثم يقوم , فيأتي بالركعة التاسعة , ويتشهد التشهد الأخير
ويسلم .
وله أن يوتر بسبع ركعات أو بخمس ركعات , لا يجلس إلا في آخرها , ويتشهد ويسلم ,
لقول أم سدرة رضي الله عنها :
كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع وبخمس لا يفصل بينهن بسلام ولا كلام


وله أن يوتر بثلاث ركعات , يصلي ركعتين ويسلم , ثم يصلي الركعة الثالثة وحدها ,
ويستحب أن يقرأ في الأولى ب ( سبح ) , وفي الثانية :
قُلْ
يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
والثالثة :
قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ




وقد تبين مما مر أن لك أن توتر : بإحدى عشرة ركعة , أو ثلاث عشرة , وبتسع ركعات ,
وبسبع ركعات , وبخمس ركعات , وبثلاث ركعات , وبركعة واحدة ; فأعلى الكمال إحدى
عشرة , وأدنى الكمال ثلاث ركعات , والمجزئ ركعة واحدة .
ويستحب لك أن تقنت بعد الركوع في الوتر ; بأن تدعو الله سبحانه , فترفع يديك ,
وتقول : " اللهم اهدني فيمن هديت . .. " إلخ الدعاء الوارد .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire