مفهوم الحب في الإسلام
كلمة الحب
مؤلفة
من
حرفين،
إنها
في
الإسلام
تعني
شيئاً كبيراً، إنها أصل
من
أصول
الدين،
إنها
حقيقة
راسخة من حقائق الإيمان.
هذه الكلمة الكبيرة
مُسِخت
عند
أهل
الدنيا
إلى
ميل
الذكر للأنثى، وللناحية الحسّية
فيها،
بينما
هي
في
الإسلام شيء كبير،
هذه
الكلمة
أيها
الإخوة
ينهج
بذكرها العابدون، ويوصي
بها
الأطباء
والمصلحون،
ويسعى
إلى ترسيخها الدعاة إلى
الله
عز
وجل،
العالم
الإسلامي
اليوم يعاني أزمة في
المحبة،
هذه
الأزمة
جعلت
الإنسان
لا
يفهم معنى إنسانيته، يعيش
لنفسه،
أو
يعيش
الناس
له، أما أن يعيش
للناس
أما
أن
يحس
بما
يحس
الآخرون،
فهذا بعيد عن معظم
المسلمين.
نحن كمسلمين في
فقر
مدقع
إلى
الحب
بمعانيه
السامية التي جاء
بها
القرآن،
بمعانيه
النبيلة
التي
وردت
في أحاديث النبي العدنان،
بينما
الكراهية
والبغضاء
سمة في علاقات الناس،
ولعل
أسباب
ذلك
يرجع
إلى
قانون مستنبط من قوله
تعالى:}فَنَسُوا حَظّاً اِمَّ ذُكِّرُوا
بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ{ )سورة
المائدة(.
فكل تقصير في حق
الله،
وكل
معصية
لله،
وكل
مخالفة لمنهج الله
تنعكس
فيما
بين
الناس
عداوة
وبغضاء، لأن المصالح
تتضارب،
بينما
الأخوّة
في
الله
تتنامى وتتسامى.
لا يمكن أن
تكون
هذه
الكلمة
الكبيرة
ممسوخة
بميل
الذكر
للأنثى فحسب، إنها
ميل
شهوة
وحاجة،
ولكن
الإسلام
أعطى كلمة الحب مفهومات
واسعة
جداً.
شئنا أم أبينا أحببنا
أم
كرهنا،
الإنسان
عقل
يدرك،
وقلب
يحب، وما لم يتوازن
بين
هذين
الخطين
فإن
خللاً
خطيراً
في شخصيته، ينبغي أن
يعالج
عقل
يدرك
وقلب
يحب، جسم يتحرك وروح
تتسامى،
وفي
قلبه
تعتلج
عواطف كثيرة منها عاطفة
الحب
وعاطفة
البغض
وعاطفة الرغبة وعاطفة
الرهبة
ومنها
عاطفة
الرجاء
وعاطفة الخوف، هذا
هو
الإنسان
الحي،
ولكن
حبّه
وبغضه
ورغبته ورهبته ورجائه
وخوفه
منضبطان
بالشرع
يحب
لله ويبغض لله، ويخاف
لله
ويرجو
لله،
وكل
أعمال
قلبه
إن صحّ التعبير منوطة
بالله
عز
وجل،
يحب
المرأة
كزوجة
أو أماً أو أختاً
أو
ابنتاً
هناك
حدود
لا
يتجاوزها.
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ
قَالَ: قَالَ
رَسُولُ
ا
صلى
الله
عَلَيْهِ
وسَلَمَّ:َ ))أَحِبُّوا الله
اِملَ
يَغْذُوكُمْ
مِنْ
نِعَمِهِ
وَأَحِبُّونِي
بِحُبِّ
الله
وَأَحِبُّوا
أَهْلَ
بَيْتِي
بِحُبِّي سنن الترمذي(. أهم ما
في
الحديث
أحبوا
الله
لما
يغذوكم
به
من
نعمه،
الإنسان مفطور شاء
أم
أبى
على
حب
النوال
والعطاء
وحب
الكمال وحب الجمال،
وحين
يكتشف
المؤمن
أن
الله
جل
جلاله هو مصدر العطاء
وأن
الله
منبع
الكمال
ومصدر
الجمال، تحب الكمال
والنوال
والجمال
وهي
عند
الله
عز
وجل لذلك:}وَالَّذِينَ آمَنُواْ
أَشَدُّ
حُبّاً {ّهِّلِ)سورة
البقرة(.
ويقول الله
عز
وجل:}وَمِنَ
النَّاسِ
مَنْ
يَتَّخِذُ
مِنْ
دُونِ
ا
أَنْدَاداً
يُحِبُّونَهُمْ
كَحُبِّ
ا
وَالَّذِينَ
آَمَنُوا
أَشَدُّ
حُبّاً {َّهِلِ.
وحينما يكتشف
الإنسان
حبه
لله
بعد
فوات
الأوان
أن
القوة لله جميعاً، لعل
القوة
في
العطاء
أو
لعلها
في
الكمال أو لعلها
في
الجمال،
الشيء
الذي
يهواه
الإنسان
مخزون عند الله تعالى،
لذلك
المؤمن
يحب
الله،
ويحب
في الله، ولا يحب
مع
الله
أحداً.
عَنْ أَنَسِ
بْنِ
مَالِكٍ ))جَاءَ
أَعْرَابِيٌّ
فَقَالَ: يَا
رَسُولَ
الله
مَتَى
السَّاعَةُ...فَقَالَ: وَمَا أَعْدَدْتَ
لَهَا؟
قَالَ: مَا
أَعْدَدْتُ
لَهَا
مِنْ
كَثِيرِ صَلاةٍ وَلا
صِيَامٍ
إِلا
أَنِّي
أُحِبُّ
ا
لله
وَرَسُولَهُ، فَقَالَ
رَسُولُ الله
صلى
الله
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: المرءُ
مَعَ
مَنْ
أَحَبَّ،
قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ المسلمين
فَرِحُوا
بِشَيْءٍ
بَعْدَ
الإِسْلامِ
فَرَحَهُمْ
بِذَلِكَ) (مسند الإمام أحمد(.
فأن تحب رسول
الله،
وأن
تحب
الصحابة
الكرام،
وأن
تحب
أولياء الله، و أن
تحب
المؤمنين،
وأن
تحب
المساجد،
وأن
تحب
القرآن، وأن تحب
كل
ما
يتّصل
بالواحد
الديّان،
هذا
حب
في
الله، أما الحب مع
الله
أن
تحب
أعداء
الله،
أن
تحب
لمصالح
ومآرب ولأهواء، الحب في
الله
عين
التوحيد،
والحب
مع
الله
عين الشرك، بل إن
مما
يلفت
النظر
أن
المؤمن
يحب
كل
ما
حوله النبي عليه الصلاة
والسلام
في
معركة
مؤلمة
جداً
لم يكتب للمسلمين فيها
النصر،
لكنه
رأى
جبل
أُحد
فقال عليه الصلاة والسلام) أحد جبل يُحبنا
ونحبه( وعَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ)أَنَّ
رَسُولَ
الله
صلى
الله
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعِ
نَخْلَةٍ
فَلَمَّا
اتَّخَذَ
ا
المنبرتحول
إِلَى المنبر فَحَنَّ الجدع حَتَّى
أَتَاهُ
رَسُولُ
ا
صلى
الله
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَاحْتَضَنَهُ فَسَكَنَ
فَقَالَ
رَسُولُ
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَوْ
لَمْ
أَحْتَضِنْهُ
نَحلََّ
إِلَى
يَوْمِ
الْقِيَامَةِ ()مسند
الإمام
أحمد(.
أرأيت إلى
هذه
الشفافية؟
))كان النبي عليه
الصلاة
والسلام( قد
دخل
إلى
بستان
أحد الأنصار فرأى ناقة،
وقد
ذرفت
دموعها
فمسح
ذفريها
وقال من صاحب هذه
الناقة؟
فجاؤوا
بأنصاري
من
فتيان
الأنصار قال أنا
صاحبها
يا
رسول
الله
قال
ألا
تتقي
الله
في هذا الجمل
الذي
سخره
الله
لك؟
فإنه
شكا
إلي
أنك
توجعه وتدئبه(.
المؤمن يحب
كل
شيء،
يحب
مخلوقات
الله،
يحب
النبات،
يحب البيئة لا يلوثها،
هو
منسجم
مع
خلق
الله
عز
وجل. الحب أصل
من
أصول
الدين،
لو
أن
الله
أراد
أن
نطيعه
فقط
لأجبرنا على طاعته،
لكنه
أراد
قلوبنا
أراد
محبتنا،
أراد
مبادرتنا وسعينا إلى
مرضاته._
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire